العلم والايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة العاديات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 113
تاريخ التسجيل : 18/01/2012

سورة العاديات Empty
مُساهمةموضوع: سورة العاديات   سورة العاديات Icon_minitimeالإثنين يناير 23, 2012 12:41 am

يجري سياق هذه السورة في لمسات سريعة عنيفة مثيرة ، بنتقل إحداهما إلى الأخرى قفزاً وركضاً ووثباً ، في خفة وسرعة وانطلاق ، حتى ينتهي إلى آخر فقرة فيستقر عندها اللفظ والموضوع والايقاع !كما يصل الراكض إلى نهاية المطاف !

وتبدأ بمشهد الخيل العادية الضابحة ، القادحة للشرر بحوافرها ، المغيرة مع الصباح وهو الغبار ، الداخلة في وسط العدو فجأة تأخده على غرة ، وتثير في صفوفه الذعر والفرار !

يليه مشهد في النفس الكنود الجحود والأثرة والشح الشديد !

ثم يعقبه مشهد لبعثرة القبور وتحصيل ما في الصدور !

وفي الختام ينتهى النقع المثار ، وينتهي الكنود والشح والشديد والجحود ! وتنتهي البعثرة والجمع ... إلى نهايتها جميعا.. إلى الله فتستقر هناك : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) ) .

والايقاع الموسقي فيه خشونة ودمدمة وفرقعة تناسب الجو الصاخب المعفر الذي تنشئه القبور المبعثرة والصدور المحصل ما فيها بشدة وقوة ، كما تناسب جو الجحود والكنود ، والأثرة والشح الشديد .. فلما أراد لهذا كله إطار مناسباً ، اختاره من الجو الصاخب المعفر كذلك ، تثيره الخيل العادية في جريها ، الصاخبة بأصواتها ، القادحة بحوافرها ، المغيرة فجاءة مع الصباح ، المثيرة للنقع والغبار ، الداخلة في وسط العدو على غير انتظار ... فكان الإطار من الصورة والصورة من الإطار .

ثم تجيء اللفتة الأخيرة في السورة لعلاج الكنود والجحود والأثرة والشح ، لتحطيم قيد النفس وإطلاقها منه . مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنمي حب الخير ، وتوقظ من غفلة البطر :

( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ(9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ(10) )
وهو مشهد عنيف مثير . بعثرة لما في القبور .. بعثرة بهذا اللفظ العنيف المثير . وتحصيل لأسرار الصدور التي ضمنت بها وخبأتها عن العيون .. تحصيل بهذا اللفظ العنيف القاسي ... فالجو كله عنف وشدة وتعفير !

أفلا يعلم إذا كان هذا ؟ ولا يذكر ماذا يعلم ؟ لأن علمه بهذا وحده يكفي لهز المشاعر . ثم ليدع النفس تبحث عن الجواب ، وترود كل مراد ، وتتصور ما يمكن أن يصاحب هذه الحركات العنيفة من آثار وعواقب !

ويختم هذه الحركات الثائرة باستقرار ينتهي إليه كل شيء ، وكل أمر ، وكل مصير .

(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) )

فالمرجع إلى ربهم . وإنه لخبير بهم ( يَوْمَئِذٍ ) وبأحوالهم وأسرارهم .. والله خبير بهم في كل وقت وفي كل حال . ولكن لهذه الخبرة (يومئذ ) آثار هي التي تثير انتباههم لها في هذا المقام .. إنها خبرة وراءها عاقبة . خبرة وراءها حساب وجزاء . وهذا المعنى الضمني هو الذي يلوح في هذا المقام !

إن السورة مشوار واحد لاهث صاخب ثائر .. حتى ينتهي إلى هذا القرار .. معنى ولفظاً وايقاعاً ، على طريقة القرآن !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3lmwaaleman.yoo7.com
 
سورة العاديات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة ق
» سورة سبا
» سورة نوح
» سورة ص
» سورة عبس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العلم والايمان :: العلم والايمان :: العلم والمعرفة-
انتقل الى: