إن منة إيلافهم رحلتي الشتاء والصيف ، هي المنة التي يذكرهم الله بها ومنة الرزق الذي أفاضه عليهم بهاتين الرحلتين - وبلادهم قفرة جفرة وهم طاعمون هانئون من فضل الله – ومنة أمنهم الخوف . سواء في عقر دارهم بجوار بيت الله ، أم في أسفارهم وترحالهم في رعاية حرمة البيت التي فرضها الله من كل اعتداء .
يذكرهم بهذه المنن ليستحوا مما هم فيه من عبادة غير الله ، وهو رب هذا البيت الذي يعيشون في جواره آمنين طاعمين ، ويسيرون باسمه مرعيين ويعودون سالمين . وهو تذكير بستجيش الحياء في النفوس ، ويثير الخجل في القلوب .ولكن انحراف الجاهلية لايقف عند منطق ، ولايثوب إلى حق ، ولايرجع إلى معقول .
وهذه السورة تبدو امتداد لسورة الفيل قبلها من ناحية موضوعها وجوها . وإن كانت سورة مستقلة مبدوءة بالبسملة ، والروايات تذكر أنه يفصل بين نزول الفيل وسورة قريش تسع سور . ولكن ترتيبهما في المصحف متواليتين يتفق مع موضوعهما القريب ..